ليست محاصرة من الاحتلال الإسرائيلي بل تحاصر مساكنها و مبانيها أطنان القمامة المنتشرة في كافة أحيائها و أزقتها ويحاصر سماءها الدخان المنبعث من النيران المشتعلة في أكوام القمامة فباتت المدينة و كأنها تحترق في فضلاتها و ذلك بسبب اضرب العاملين في البلدية الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية ورواتبهم. فهذه المدينة تجابه سكرات موتها كل يوم و تصمم على البقاء رغم ما تسبب به انقطاع التيار الكهربائي من اضرار كبيرة.
ولم يذكر احد انقطاع الماء بالأيام و الأسابيع عن معظم السكان في ظل أجواء التلوث البيئي بفعل الحرائق الليلية لأطنان القمامة في قيامة الحر الشديد في آب.
أم عبد الله التي تشكو من الروائح الكريهة المنبعثة من الحرائق الليلة لتجمعات القمامة في محيط منزلها قالت :أن هذا التلوث تسبب في حدوث تعب لدى أطفالها و أن ابنها الصغير توجه لعيادة الأطفال أكثر من مرة بسبب التهاب في صدره كما أنها تشكو من قلة المياه .
أما أبو محمد و هو صاحب سو برماركت فيقول" أن الحياة في هذا الصيف أصبحت مستحيلة لان المياه تنقطع عنهم عدة أيام و يبقى البيت بدون اية قطرة مياه واحدة في هذا الحر حيث لا تعمل الغسالة و لا توجد أواني بالمنزل ".
أما الشاب وسام فقال: أن الإنسان لا يستطيع في ظل هذا الحر الشديد أن يمضي ساعات بدون أن يأخذ حماما فكيف تمر الأيام بدون وجود مياه إضافة إلى الهواء الملوث موضحا أن الحرائق الناجمة عن القمامة تتسبب في إحداث حالة من الاختناق" .
ويشكو الحاج أبو يوسف من صعوبة العيش بدون الماء و النظافة وتراكم القمامة و يقول" كنا نعيش بدون كهرباء وتكون شوارعنا و منازلنا نظيفة و لكن الماء هو كل شئ مستشهدا بالآية الكريمة "و خلقنا من الماء كل شئ حي"
وأوضح الحاج أن السكان المقتدرين انشأؤوا أبارا خاصة بهم لتضخ لمنازلهم الماء أما ذوو الدخل المحدود فعليهم انتظار الساعات الطويلة طوال الليل و النهار حتي تأتي المياه لدقائق معدودة .
أما ياسمين الفتاة الجامعية فقالت " أن القمامة تحاصر منزلهم من كافة الجهات و أن الجيران يشعلوا النيران بها مما تسبب بإدخال والدها للمستشفي ليلة أمس لأنه يعاني من مرض القلب.
وحاولت معا الاتصال بعدد من أطباء الأطفال ليتحدثوا عن الآثار الصحية الناجمة عن القمامة و الحرائق الليلة على صحة الأطفال و لكنهم موجودون بعيادتهم وشكوا من ضيق الوقت بسبب العدد الكبير من المراجعين و المرضى.